ابيضاض الدم أو ما يُعرف طبيًا باسم اللوكيميا، هو نوع من أنواع السرطان يصيب الأنسجة المسؤولة عن تكوين الدم، مثل نخاع العظم والجهاز اللمفاوي. ويؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على كرات الدم البيضاء التي تلعب دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم ضد العدوى.

ما هو ابيضاض الدم؟

في الوضع الطبيعي، تنمو كريات الدم البيضاء وتنقسم حسب احتياجات الجسم، وتؤدي دورها الدفاعي بكفاءة. لكن في حالة ابيضاض الدم، ينتج نخاع العظم كميات هائلة من خلايا دم بيضاء غير طبيعية لا تعمل بشكل سليم، مما يؤدي إلى خلل في الجهاز المناعي وتراجع قدرة الجسم على مقاومة العدوى والأمراض.

---

أنواع ابيضاض الدم

يمكن تصنيف ابيضاض الدم حسب:

أولًا: سرعة تطور المرض

• ابيضاض الدم الحاد: خلايا غير ناضجة تنمو بسرعة وتتطلب علاجًا فوريًا.

• ابيضاض الدم المزمن: يتطور ببطء وقد لا تظهر أعراضه لسنوات.

ثانيًا: نوع الخلية المصابة

• ابيضاض اللمفاويات: يصيب الخلايا اللمفاوية المسؤولة عن الجهاز المناعي.

• ابيضاض الدم النقوي: يؤثر على الخلايا النقوية التي تُنتج خلايا الدم الأخرى.

---

الأنواع الرئيسية لابيضاض الدم

1. ابيضاض اللمفاويات الحاد (ALL): الأكثر شيوعًا لدى الأطفال.

2. ابيضاض الدم النقوي الحاد (AML): يصيب الأطفال والبالغين، أكثر شيوعًا عند البالغين.

3. ابيضاض اللمفاويات المزمن (CLL): شائع عند البالغين، يتطور ببطء.

4. ابيضاض الدم النقوي المزمن (CML): يصيب البالغين، وقد لا تظهر أعراضه لسنوات.

5. أنواع نادرة: مثل ابيضاض الدم مشعر الخلايا، ومتلازمات خلل التنسج النخاعي.

---

أعراض ابيضاض الدم

تختلف الأعراض حسب النوع، لكن الأعراض الشائعة تشمل:

• الحمى أو القشعريرة

• إرهاق وضعف مستمر

• التهابات متكررة

• فقدان الوزن بدون سبب

• تضخم الكبد أو الطحال أو العقد اللمفاوية

• سهولة حدوث كدمات أو نزيف

• نزيف أنفي متكرر

• بقع حمراء صغيرة على الجلد (الحُبَيرات)

• التعرق الليلي

• آلام العظام

متى تزور الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب عند استمرار أي من هذه الأعراض. فقد تتشابه أعراض ابيضاض الدم مع أمراض بسيطة مثل الإنفلونزا، مما يؤخر التشخيص.

---

أسباب ابيضاض الدم

السبب الدقيق غير معروف، لكن يعتقد الباحثون أنه ناتج عن مزيج من العوامل الجينية والبيئية. يحدث المرض عند حدوث طفرات جينية تؤدي إلى:

• نمو خلايا الدم بشكل خارج عن السيطرة

• تراكم الخلايا غير الطبيعية في نخاع العظم

• إزاحة الخلايا السليمة مما يسبب أعراض المرض

---

عوامل الخطر

تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة:

• علاج سابق بالكيماوي أو الإشعاع

• اضطرابات وراثية (مثل متلازمة داون)

• التعرض للبنزين وبعض المواد الكيميائية

• التدخين

• وجود تاريخ عائلي للإصابة

ورغم ذلك، فإن كثيرًا من المصابين لا توجد لديهم أي من هذه العوامل، كما أن وجود أحدها لا يعني حتمية الإصابة.

---

العلاج والتعايش مع المرض

يختلف العلاج حسب نوع اللوكيميا والعمر والصحة العامة، وقد يشمل:

• العلاج الكيميائي

• العلاج الموجَّه

• زرع نخاع العظم

• العلاجات المناعية

بعض المرضى، خاصة في الحالات المزمنة، قد لا يحتاجون إلى علاج فوري بل متابعة منتظمة.

---

موارد مساعدة

من المبادرات الجميلة التي تساعد في التوعية، كتب الأطفال مثل “حياتي بعد الإصابة باللوكيميا”، والتي تقدم المعلومات بطريقة مناسبة للأطفال المصابين وأسرهم.