مرض الزهري (Syphilis) هو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وتسببها بكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum). إذا لم يُعالج، يمكن أن يمر المرض بمراحل متعددة، مؤديًا إلى مشاكل صحية خطيرة تشمل الجهاز العصبي، القلب، والأعضاء الحيوية الأخرى.
على الرغم من توفر العلاج بالمضادات الحيوية، إلا أن معدلات الإصابة لا تزال مرتفعة عالميًا بسبب نقص التوعية، التشخيص المتأخر، وتغيير أنماط السلوك الجنسي.
في هذا المقال، سنتعرف على مراحل مرض الزهري، أسبابه، أعراضه، طرق تشخيصه، خيارات العلاج، المضاعفات المحتملة، وسبل الوقاية الفعالة.
أسباب مرض الزهري وكيفية انتقاله
سبب مرض الزهري:
ينتج مرض الزهري عن عدوى بكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum)، والتي تتميز بقدرتها على اختراق الجلد والأغشية المخاطية، ثم الانتشار عبر الدم لتصيب أنسجة وأعضاء متعددة.
طرق انتقال العدوى مرض الزهري:
- الاتصال الجنسي المباشر: الزهري مرض ينتقل بشكل أساسي عبر العلاقات الجنسية غير المحمية (المهبلية، الفموية، والشرجية).
- الانتقال من الأم إلى الجنين: يُعرف بـ الزهري الخلقي، حيث يمكن للمرأة الحامل المصابة نقل العدوى إلى الجنين عبر المشيمة، مما قد يؤدي إلى تشوهات خلقية أو الإجهاض.
- التعرض المباشر إلى تقرحات الزهري: يمكن للعدوى أن تنتقل عبر الملامسة المباشرة للتقرحات في الفم أو الأعضاء التناسلية.
- نقل الدم الملوث: على الرغم من ندرته، فإن نقل الدم غير المفحوص قد ينقل العدوى.
مراحل وأعراض مرض الزهري
المرحلة الأولية (Primary Syphilis) – بعد 3 أسابيع من الإصابة
- ظهور قرحة صلبة غير مؤلمة في مكان العدوى (مثل الأعضاء التناسلية أو الفم أو المستقيم).
- قد تستمر القرحة لمدة 3-6 أسابيع وتلتئم تلقائيًا، ولكن البكتيريا تستمر بالانتشار في الجسم.
المرحلة الثانوية (Secondary Syphilis) – بعد 6-12 أسبوعًا من الإصابة
- طفح جلدي غير حاكّ على راحتي اليدين وأخمصي القدمين.
- تورم الغدد الليمفاوية والتهاب الحلق.
- تساقط الشعر في بقع دائرية.
- الحمى، التعب، فقدان الوزن.
- في بعض الحالات، قد تظهر بقع بيضاء على الفم أو الأعضاء التناسلية.
المرحلة الكامنة (Latent Syphilis) – قد تستمر لسنوات
- لا تظهر أي أعراض، لكن البكتيريا تبقى خاملة في الجسم.
- يتم اكتشاف العدوى من خلال اختبارات الدم.
المرحلة المتأخرة (Tertiary Syphilis) – بعد 10-30 سنة إذا لم يُعالج
- تلف في الأعضاء الداخلية، بما في ذلك القلب والدماغ والكبد.
- مشكلات عصبية مثل فقدان البصر، الشلل، اضطرابات نفسية.
- ظهور أورام صمغية (آفات التهابية في الجلد والأعضاء الداخلية).
تشخيص مرض الزهري
الفحص السريري
- الطبيب يقوم بفحص القرحات الجلدية والطفح الجلدي.
- تقييم تضخم الغدد الليمفاوية والتغيرات في الأعضاء التناسلية.
اختبارات الدم
- اختبار (VDRL) أو (RPR): اختبارات مصلية غير نوعية تكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا.
- اختبار (FTA-ABS) و(TPPA): اختبارات تأكيدية تحدد وجود البكتيريا مباشرة.
فحص السائل النخاعي (في الحالات العصبية)
يتم إجراء هذا الفحص إذا ظهرت أعراض عصبية، مثل الصداع المزمن أو فقدان التوازن.
علاج مرض الزهري
البنسلين (Penicillin G): هو العلاج الأكثر فعالية.
- حقنة واحدة تكفي لعلاج المرحلة الأولية والثانوية.
- في الحالات المتأخرة، يحتاج المريض إلى عدة جرعات على مدار أسابيع.
مضادات حيوية بديلة للأشخاص الذين لديهم حساسية للبنسلين، مثل دوكسيسيكلين أو أزيثروميسين.
متابعة المريض بعد العلاج من خلال فحوصات دم دورية لضمان استجابة الجسم للعلاج.
مضاعفات مرض الزهري
- الزهري العصبي (Neurosyphilis): قد يسبب سكتات دماغية، شلل، فقدان البصر، واضطرابات نفسية.
- الزهري القلبي الوعائي: يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية ومشاكل في القلب.
- الزهري الخلقي: يسبب تشوهات خلقية خطيرة أو الإجهاض إذا أصيبت به الأم أثناء الحمل.
- تدمير الأنسجة والأعضاء الداخلية في المراحل المتقدمة.
الوقاية من مرض الزهري
- استخدام الواقي الذكري أثناء الاتصال الجنسي للحد من خطر العدوى.
- إجراء فحوصات منتظمة للأمراض المنقولة جنسيًا، خاصة للأشخاص النشطين جنسيًا.
- علاج الشريك الجنسي عند اكتشاف الإصابة لتجنب إعادة العدوى.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل شفرات الحلاقة وفراشي الأسنان.
- اختبار النساء الحوامل للكشف عن العدوى المبكرة ومنع انتقالها إلى الجنين.
هل يمكن الشفاء التام من مرض الزهري؟
نعم، يمكن الشفاء التام من الزهري إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكرًا بالمضادات الحيوية، مثل البنسلين. ومع ذلك، لا يمكن إصلاح الضرر الدائم الذي قد يسببه المرض في المراحل المتقدمة، لذا فإن الاكتشاف المبكر والعلاج الفوري ضروريان لمنع المضاعفات.
الخاتمة
مرض الزهري هو عدوى بكتيرية قابلة للعلاج، لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج. نظرًا لأن الأعراض قد لا تكون واضحة في بعض المراحل، فإن الفحوصات المنتظمة والتوعية الصحية ضرورية للكشف المبكر والحد من انتشار المرض.
إذا كنت تعاني من أي أعراض أو كنت معرضًا لخطر الإصابة، فلا تتردد في استشارة طبيبك وإجراء الفحوصات اللازمة. الوقاية خير من العلاج! 😊🔬
