يعد التهاب الكبدى B (HBV) والتهاب الكبدى C (HCV) من التحديات الصحية العالمية الكبرى، حيث يؤديان إلى أمراض الكبدى المزمنة، التليف الكبدي، وسرطان الكبد. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الوبائيات، عوامل الخطر، الأعراض، التشخيص، العلاج، التطورات الحديثة، المضاعفات، وطرق الوقاية بناءً على أحدث الأبحاث والدراسات العلمية.
الانتشار العالمى لمرض التهاب الكبدى B, C
التهاب الكبدى B
- يعاني حوالي 250 مليون شخص حول العالم من عدوى مزمنة بفيروس HBV.
- ينتشر بشكل أكبر في آسيا وإفريقيا.
التهاب الكبدى C
يُقدر عدد المصابين بفيروس التهاب الكبدى C بنحو 58 مليون شخص عالميًا.
- أعلى نسبة انتشار توجد في آسيا وأوروبا الشرقية.
الاتجاهات الإقليمية
- آسيا: رغم تراجع معدلات التهاب الكبدى B و C، لا تزال المعدلات مرتفعة، خاصة في تايلاند، حيث ترتفع معدلات التهاب الكبدى B في المناطق الموبوءة بـ التهاب الكبدى C
- أوروبا: سجلت زيادة في سرطانات الكبدى المرتبطة بـ التهاب الكبدى C نتيجة شيخوخة السكان
- الشرق الأوسط: أظهرت دراسات في جنوب إيران ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات بـ التهاب الكبدى B و C بين 2015-2021
الفئات الأكثر عرضة للإصابة الالتهاب الكبدى C,B
- متعاطو المخدرات بالحقن.
- الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.
- العاملون في القطاع الصحي
- مرضى غسيل الكلى، حيث يكونون أكثر عرضة بسبب العدوى في المنشآت الطبية
عوامل الخطر للإصابة بـ التهاب الكبدى B و C
عوامل مشتركة
- تعاطي المخدرات بالحقن: أحد الأسباب الرئيسية لانتقال التهاب الكبدي C
- التعرض للدم: يشمل نقل الدم الملوث، مشاركة أدوات الحلاقة، والتعرض المهني للعاملين الصحيين
- الاتصال الجنسي غير المحمي: يعد سببًا رئيسيًا لانتقال التهاب الكبدي B، وخاصة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال .
- انتقال العدوى من الأم إلى الطفل: يحدث أثناء الولادة، مما يؤكد أهمية التطعيم المبكر للمواليد.
الأعراض
العدوى الحادة
- أعراض شائعة: تشمل اليرقان، الإرهاق، الغثيان، ألم البطن، البول الداكن.
- العدوى غير العرضية: يبقى العديد من المصابين بـ التهاب الكبدى B و C دون أعراض، مما يصعب اكتشاف المرض مبكرًا
العدوى المزمنة
- التهاب الكبدى B يمكن أن يتطور إلى تليف الكبد، الفشل الكبدي، أو سرطان الكبد، مع أعراض مثل فقدان الوزن والاستسقاء والاعتلال الدماغي الكبدي.
- التهاب الكبدى C غالبًا لا يظهر أي أعراض حتى يحدث تلف شديد في الكبد، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة
تشخيص الالتهاب الكبدى B,C
بشكل عام، يتم اكتشاف التهاب الكبدى الوبائي المزمن أثناء الفحص الروتيني للنساء الحوامل أو التبرع بالدم أو الأفراد المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة. في الاختبار الروتيني، يتم فحص الدم بحثًا عن الأجسام المضادة لالتهاب الكبد الوبائي سي (الأجسام المضادة للالتهاب الكبدي Cإذا كانت النتيجة إيجابية، يمكن إجراء اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) لتحديد حجم الفيروس الموجود في الدم (المقدار الفيروسي).
المرحلة التالية هي اكتشاف مستوى تلف الكبد. هناك عدد من اختبارات الدم التي يمكن أن تتوقع سريريًا مستوى الضرر الناجم في الأنسجة الليفية (التليف). يمكن أن يحدد التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية درجة مقاومة الكبد للفيروس والذي يمكن معرفته من خلال الأنسجة الليفية. في الحالات الخطيرة، قد تكون هناك حاجة إلى أخذ خزعة من الكبد. حيث تُجرى في الغالب باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية كوسيلة للتوجيه. وتشمل إدخال إبرة رفيعة في الكبد لأخذ عينة صغيرة من أنسجة الكبد لفحصها في المختبر.
علاج التهاب الكبدى B,C
التهاب الكبدي B
العلاج المضاد للفيروسات (Antiviral Therapy):
- تشمل تنوفوفير، إنتيكافير، وهي تمنع تكاثر الفيروس.
الإنترفيرون: أقل استخدامًا بسبب آثاره الجانبية.
التهاب الكبدي C
الأدوية المضادة للفيروسات المباشرة (DAAs):
- تحقق استجابة فيروسية مستدامة (SVR) في 85-99% من الحالات.
- يستمر العلاج 8-12 أسبوعًا حسب النوع الجيني وحالة الكبد .
التحديات
- لا يوجد علاج شافٍ الالتهاب الكبدى B حتى الآن.
- ارتفاع تكلفة أدوية النهاب الكبدي : Cفي بعض الدول يعيق الحصول على العلاج.
التطورات الحديثة
اللقاحات
لقاح التهاب الكبدي B: فعال جدًا في تقليل انتشار المرض عالميًا.
لقاح التهاب الكبدي C : لا يزال قيد البحث بسبب التحور السريع للفيروس .
العلاجات المستقبلية
يجري تطوير علاجات جديدة لعلاج التهاب الكبدي B جذريًا، مع أدوية تجريبية واعدة
الأدوية المضادة للفيروسات المباشرة (DAAs)حسّنت علاج التهاب الكبدي C بشكل ثوري، وأصبح من الممكن القضاء على الفيروس لدى معظم المرضى
المضاعفات
تليف الكبد وفشل الكبد.
سرطان الكبد (HCC)، ويعد التهاب الكبدي B و C أسبابًا رئيسية له.
الوقاية من الالتهاب الكبدى C,B
يجب اتباع الارشادات التالية:
- لا تشارك أو تعيد استخدام الإبر للأدوية.
- توقف عن استخدام العقاقير غير المرخصة خاصة عن طريق الحقن.
- لا تشارك الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة أو قصاصات الأظافر أو حتى أجهزة مراقبة السكر مع أي شخص قد يكون مصابًا
- لا ترسم وشم أو تقوم بثقب في الجسم من مرافق صحية غير مرخصة.
- اتبع دائمًا إرشادات السلامة في الرعاية الصحية لضمان الاستخدام الآمن للإبر.
- استخدام وسائل منع الحمل في حالة تعدد الشركاء الجنسيين.
- اتباع تدابير صارمة لمكافحة العدوى في المستشفيات والعيادات.
الخاتمة
لا يزال التهاب الكبد B وC يشكلان عبئًا صحيًا عالميًا كبيرًا، لكن التطورات الحديثة في اللقاحات، العلاجات، وبرامج الفحص توفر أملًا كبيرًا في الحد من انتشارهما. لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروس بحلول عام 2030، يجب توسيع نطاق التطعيم، الفحص، وتحسين الوصول إلى العلاجات الفعالة.
📢 هل لديك أسئلة حول التهاب الكبد؟ لا تتردد في طرحها! 😊🔬